حبيبتي اسمها بغداد

 
 

 

بغدادُ يا مدينتي

يا امرأةً

تخبئُ التاريخَ في معطفها تخبئُ الجسورْ

 

تمشي فتمشي خلفها الأشجارُ

                      و الأنهارُ

     تبقي المدَّ والإعصارَ والحضورْ

 

امرأةً تقرأُني

تتلو بيانَ الفضِّ عن قصيدتي

                  والبعثَ والنشورْ

  

تعلِّمُ الأطفالَ والحقولْ

نبيةً رسولْ

         معذرةً ..

الدفءُ يا سيدتي قدْ أتقنَ العبورْ

 

ناعمةً

تخجلُ من ملمسها الطيورْ

 

وحيدةً

     تقتلها برودةُ الشعورْ

 

أغارُ يا سيدتي

             أغارْ

 

أنا هنا محترقٌ

وداخلي تحترقُ النارُ 

فمنْ يغسلني بكفكِ الطهورْ

 

يطفئني بالوردِ والبخورْ

بغدادُ يا مدينتي

هل تذكرينَ هاهنا

بذلكَ المقهى

بهذا الوطنِ المكسورْ

 

طاولةً تختصرُ المنفى

أباً وطفلةٌ تسألهُ

يا أبتِ هل تولدُ الزهورْ ؟!

 ...

بنيتي

مدينتي كالزهرِ تنمو وحدها ؟!

حتى من الصخورْ

      حتى من الصخورْ.