عيسى يقاتل وحده

 

 

 

لأنثى يجنُّ الهوى

للذينَ مضوا نحو أقدارهمْ قاهرينَ

ولامرأةٍ قدراً

كلما حطَّ قلبي إليها يفرُّ اليمامْ

 

لرحلةِ قلبيَ صيفاً بنهدٍ

وما أنهكَ الروح إلا دمٌ

أو قميص صبايا يسيلُ

             فكيف أيممُ شطر الشئامْ

 

للجماهير

حين تشكُّ بأنظمة القمعِ

للحزنِ يدخل آخر بيت ويفتح شباكهُ

ربما يرجع البحر سيدةً، نورساً

      لدمٍ كلما حاولوا ردمهُ يستفيقُ

              فسبحان هذا الذي لا ينامْ

 

لشهيدٍ نبيٍ هنالكَ

ما هزموهُ

يقاتل أصنامهم في الحكوماتِ

أشعلها

إن ذاكرة الجرح أكثر مما نشاء اقتحامْ

 

لعيسى

يحاصر من أعدموهُ

ويمضي بمديته آيةً

            آيةً .. آيةً

يفتح الجبهاتِ رشيقاً

         فهذا النبي عليه السلامْ

 

لدمِ الشهداء

على ركبتي أحط أصلي

بما يحمل الكبرياءُ

إذا لفني من خشوعٍ بكاءٌ

أطيل انحنائي

         صلاتي

              انحنائي

يصير بما شاء رب الحجارةِ

             عمق انحنائي القيامْ

 

ولا أؤمن اليوم بالسلمِ

هذا لعمرك قول رسولٍ كريمٍ

وأؤمن أن الإرادةَ

أنَّ الإرادة

تعرف كيف تحاور أي نظامْ

 

سلام لعيسى

لأمٍ تخيط قميص شهيدٍ

وتدرك كم هو حي جميل

بكلتا يديهِ

يعالج ثقبين في صدره وردتينِ

          ويمضي إلى جنة الكبرياء إمامْ

 

سلام سلامْ

إذا وضعت نفطها الحرب أهلاً

فهذي سيول الجماهير من كل فجٍ تلبي

فلبيك .. لبيكَ

إن حجيج الشهادة تعبر صدر الأمامْ

 

وإنَّ الحجارةَ

في قبضة الفقراء لأمضى سلاحاً

رأيتك عيسى

تهرب في دمك النارَ

غافلت موتكَ

جئت تعلمنا لغة الانتقامْ

 

رأيتك أنت

فهل كذب الموتُ

كنت بهاء الملائك والناس حولكَ

يا آية اللهِ

إن الدم الشهداء بحب يقاتلِ

                من ذا سيوقفُ هذا الغرامْ

 

واقفٌ للقيامةِ

تعطي الإشارة للبدءِ

كنت تشير إلى الفقراء ادخلوها

وأما الحكوماتُ

إن جنحوا للبنادقِ

فاجنح إلى الأرضِ

        إن الحجارة تتقن علم الكلامْ

 

***

دمه مرّ في القلبِ

واجتاز أغنيةً

وانبرى يشحذ النصلَ

يمشي يضللهُ

ما به من حجارتهِ

          الراجماتُ الغمامْ

 

وما قتلوهُ

ولكنهمْ

رفعوا قامة الدهر فيهِ

فهذي الشوارع تنبضُ

سبحان هذا الدم العربي

يفك غموض الحياةِ

بكفيه صك الجحيمِ

وفي مقلتيه وإنْ مغمضاً ناطحات السلامْ

 

ترى كم جحيماً إذا ما غضبت بكفيكَ ؟

مال قليلاً

أشار إلى الحزنِ

ألآن آمنتُ مما تجليتَ

فانهدَّ في كل عاصمةٍ للبغاء نظامْ

 

تجيءُ وربكَ

والملك التف صفاً .. فصفا

وتُخرج أبناءك الطاهرين من الذلِ

دبَّ بكل الحكوماتِ من خوفها

                  طمثٌ واعتراها وحامْ

 

لا حجارةَ إلا دماءكَ

هذا الصراط القويمُ اهدنا

وأمط عن فساد القضاء اللثامْ

 

خانني القلبُ

لم أبكِ يوماً أمامي

فياربُّ أنزلْ

بحق دم الشهداء وأطفالهم لعنةً

واحرق الأرضَ

          إني اكتفيتُ بهذا الحطامْ.