مُخَيّر

 

 

 

إياكِ أن تلقي عليَّ نشرةً

                  مسكونةً

           بالبرقِ و الأمطار.

 

إياكِ ..

أن تستحضري الشتاءَ في قصيدتي

         أو تُنزلي الصقيعَ بينَ النار.

 

لا تجلبي سيدتي لعنتهُ

مدينتي تمنعُ فعلَ الحبِّ و الأشعار.

  

حضارتي ممتدةٌ

سواحلي ممتدةٌ

وداخلي سيدتي ينكسرُ البَحّار.

 

ليسَ هناكَ مرفأٌ

          أو نورسٌ

يرحمني من غضبِ الأمواجِ في عينيكِ

                 غيرَ المدِّ و الدوار.

 

فلتمنحيني فرصةً سيدتي

               ثانيةً واحدةً

أَلُمُ فيها داخلي من مُدُن الدمار.

 

وأستعيدُ سلطتي

من سطوةِ اللؤلؤِ والمحار.

 

عيناكِ يا سيدتي جريمةٌ بحقنا

فلتغفري لي ..  

     إنْ رفعتُ دعوةً

        مطالباً برأفةِ الحوار.

 

عيناكِ لمْ تُبقِِ ولمْ تذرْ

عيناكِ ..

ما يحملُ هذا اليتمَ للشجرْ

إياكِ أن تلقي عليَّ نظرةً سيدتي ..

                        ما أصعبَ القرار.

 

إياكِ أن يلمسَكِ العطرُ

وإياكِ ..

   بأنْ يعجبَكِ الأقراطُ و السوار.

 

إياكِ من نفسكِ ؟!

      يا أميرتي أغار.

 

لكنني من خجلي شرنقةٌ

               يقتلها الحصار.

 

لأنكِ ناعمةٌ ناعمةٌ ناعمةْ

أصابعٌ من مخملٍ

                ولمسةٍ حالمةْ

أخافُ أن تجرحَ كفي مخملَ الأزهار.

 

أخاف يا سيدتي ..

إذا اقتربتُ مرةً منكِ

بأنْ لا تُحصرَ الأضرار.

 

أخاف أنْ ..

يخذلني الكلامُ والألفاظُ والقرار.

 

أخافُ إنْ رأيتكِ

بداخلي تنكسرُ الأوتار.

 

أخافُ أنْ ..

    أخافُ أنْ ..

       أخافُ أنْ ..

يولدَ في قرارتي الإعصار.

 

وأسقطُ الشهيدةَ الوحيدةْ

في مُدُنِ القصيدةْ

شهيدةً يقتلها أبناؤها الثوّار.

 

ليسَ هناكَ غيرُ ما أحسهُ من وجعٍ

ليسَ هناكَ ..

    غيرُ ما ترسمهُ الأقدار.

 

فلتمنحيني فرصةً أخيرةً

أكتبُ ما أريدُ ثمَّ بعدها يجرفني التيار.

    

***

 سيدتي ..

إنَّ اشتعالَ وحدتي برودةً قضيةٌ

أعرفها ..

   تسبقني لحالةِ الإقرار.

 

ليستْ هناكَ وجهةٌ أختارها

     تمردٌ أقودهُ .. عصيانُ

                    أو إذعانُ

إلا شدني جنونكِ لآخرِ المشوار.

 

مُخيرٌ ؟!

إما بأنْ أختارَ أنْ أحبَّكِ

        أو أنني أحبكِ أختار؟!.