أقوال حارس المدينة

 

أقولُ

رأيتُ على بابها جالساً

وأقولُ

سمعتُ الأغاني بسبحتهِ

      يتوافدُ في إثرهِ الأنبياء

 

لا أقولُ

أليسَ هناكَ

مكانٌ على الرَّفِ للانحناء

 

***

رأيتُ جبيناً تندَّى برؤياهُ

مغتسلاً بالغموضِ

على رأسهِ عمةٌ

ويداهُ تسافر في الروحِ أو في الرداء

 

جالساً

كانَ في حضرةِ الذكرِ

نامَ على كتِفِ البابِ

واصَّعّدتْ روحهُ غيمةً غيمةً

أمْ ترى اصَّعّدتْ في تقاسيمهِ لغةُ البسطاء

 

كانَ يعرفهُ البحرُ لم أنتبهْ

كيفَ غافلني قمرٌ

/وثلاثُ حروبٍ من العمرِ تكفي !

ولكنَّهُ مثلَ عادتهِ

         كان مشتغلاً بالضياء

 

جالساً لا أقولُ

أقولُ سمعتُ الأغاني

لماذا اشتعلتُ بلحيتهِ

       بالمساحةِ في عطرهِ

كانَ يتقنُ ألا يكونَ هنا حاضراً

واكتشفتُ

المساحةَ ما بيننا

      كانَ يفصلنا الالتقاء

 

ثلاث حروبٍ من النور تكفي

ولكنَّهُ مثلَ ما كانَ

محترقاً تتدلى على قدميهِ السماء

 

***

لا أقولُ الذي كانَ يجلسُ بالهمسِ كانَ هنا

وأقولُ الذي يهمسُ الآنَ

حينَ هنا لا هنا

كانَ يتقنُ ألا يكونَ هناكَ

وألا يكونَ سواهُ

وكنتُ أرى جدولاً عند قامتهِ

               وازرقاقٌ عميقٌ وليس بماء

 

لا أقولُ أقولُ

على حينِ صمتٍ تدفَّقَ

من هامةِ الروحِ نحو دواخلهِ

ليس إلا الحقولُ تقاسمهُ الانتماء

 

وأقولُ أقولُ

إذا ما رنا قفزتْ غيمةٌ من مدائنهِ

لا أقولُ

     اتسعتُ لأملئ هذا الإناء.