مسودة سيرة

 

وصلتُ إلى جسدي باكراً في يوم ما من سنة 1975م، وحين لامستني كرزة النهد أعشبتُ وآمنتُ بجنة الله في الأرض، كانت أمي تهشُ الينابيع إلى قلبي، تغطي جسدي بـ"المشموم" وتسكب في أذني ماء الله.

 

كنتُ مصاباً بنزلة صمت رافقتني، أمشي بممر سنواتي الأولى عرضةً للدهشة، جسدي يفيضُ عليَّ، وكثيراً ما كنت ألبس ثيابي مقلوبة، وأحشد العصافير ودرّاق جيراننا في أصغر جيوبي، لم أكن أدرك اللعنة بعد.

 

كنتُ الثامن بين أخوتي، حين نزل من ليله مضمّخاً بالصلوات وماء الورد شاء أبي أن يرزق بإمامٍ مفترض الحزن فأسماني "علي"، حملت هذا الإرث وألواحي وخرجت أسحب ورائي سماواتي.

 

دخلتُ "الجامعة الاضطرارية" بتهمة الحب، عن قصيدة، كنت أتأمل فيها خطوط يدي في السابعة عشرة، ثم دخلتها لأتمم الدراسات العليا في سن العشرين.

 

خرجتُ متعرّياً من الحكمة والثورة، لكن مازال ينبض هذا الذي أعتقده في الصدر...

 

ربما أكون من فصيلة النحل لأني أحببتُ وأحبُّ وسأحبُّ أكثر من زهرة.. فأي لعنة تلك.

للاتصال   |   مهرجانات ومشاركات